الصحة العامة

الم الظهر الأسباب وطرق العلاج

يُعد الم الظهر مشكلة العصر ومن أهم وأشهر الأسباب الشائعة بين الناس التي تؤدي إلى زيارة الطبيب، وينتج عنها التغيب عن العمل في وقتنا الحالي وكذلك آلام المفاصل. فإذا كنت تعاني من الم الظهر، فأنت لست وحدك، فهناك الكثير من المصابين مثلك تمامًا.

يختلف الم الظهر في درجاته من مجرد ألم حاد بسيط يُحتمل إلى آلام شديدة يشعر بها المريض، لذلك يمكننا تقسيم آلام الظهر حسب شدتها إلى أنواع مختلفة.

الم الظهر

أنواع الم الظهر

هناك عدة أنواع لآلام الظهر

الم الظهر الحاد

 يعاني المصاب من آلاماً مفاجئ في مكان محدد من الظهر أو أجزاء متفرقة منه، يدوم لفترات قصيرة و سيُشفى هذا الألم في غضون عدة أيام إلى عدة أسابيع وفي الغالب يزول من تلقاء نفسه، أو بواسطة العناية البسيطة من المريض، دون ترك أي أثر عليه.

ألم الظهر المزمن

هو ألم مزمن يستمر لفترات طويلة أكثر من 12 أسبوع، حتى بعد زوال سبب الآلام، ويعاود هذا النوع من الم الظهر في مداهمة نسبة غير قليلة من المصابين مرة سنويًا على الأقل بالرغم من معالجة السبب، ومستمر مع آخرون بشكل دائم.

اسباب الم الظهر

تتعدد وتتنوع أسباب الآلام ومن أكثرها شيوعا ما يلي:

العيوب الخلقية في الظهر

وجود تشوه في عظام الظهر مثل: ما يحدث في حالات جَنَف العمود الفقري (انحناء)، وقَعَس العمود الفقرى (زيادة تقوس الفقرات عن الطبيعي للداخل)، والحُداب (زيادة تقوس الفقرات عن الطبيعي للخارج).

السِّنْسِنَةُ المَشْقوقَةُ عَيب خِلقي، ينتج من عدم اكتمال نمو الفقرات والنخاع الشوكي بالشكل الصحيح.

إصابات الظهر

قد تحدث إصابات بسيطة للظهر بسبب الحركات الخاطئة، أو رفع أوزان زائدة بطريقة خاطئة، ينتج عنها الشد العضلي، أو التمزق، أو الالتواء في عضلات الظهر و إصابتها،  ويعد الجزء السفلي من الظهر الأكثر تأثرا بذلك.

 ينتشر ذلك أيضا بسبب حوادث السيارات، أو ممارسة الرياضة بطرق خاطئة.

مشاكل تنكسية بالعمود الفقري والظهر

  • تنكس الأقراص الفقرية: وفيه يتم تآكل الأقراص بين الفقرات، نتيجة الاحتكاك المستمر والتقدم بالعمر.
  • داء الفقار: يعاني الشخص من تآكل عظام الفقرات والمفاصل، بسبب الاحتكاك والتقدم في السن.
  • التهاب عظام الفقرات الناتج عن بعض الأمراض، مثل: هشاشة العظام والروماتويد.

الم الظهر العصبي

  • يسبب الضغط أو الالتهاب على العصب الشوكي الم الظهر كما فى حالات: مرض عرق النسا الناتج عن الضغط على العصب الوركي.
  • ضيق المسافة بين الفقرات: يشعر المرضى بالضغط على الحبل الشوكي والأعصاب.
  • الانْزِلاَقُ الغضروفي: وفيه تنزلق إحدى الفقرات متحركةً من مكانها ضاغطةً على الأعصاب وهو أكثر الأمراض الشائعة في عصرنا الحالي..
  • كسر أو تمزق في الأقراص بين الغضاريف.
  • العدوى الميكروبية: قد تُصيب الفقرات أو الأقراص أو الفقرات العجزية.
  • متلازمة ذيل الفرس: وفيها تتمزق الأقراص بين الفقرات القطنية والعجزية، ضاغطةً على جذور الأعصاب، وفي حالة عدم علاجها تؤدي إلى تلف الأعصاب بشكل دائم.

الم الظهر 002

هل هناك أسباب أخرى تؤدي إلى وجع أو الم الظهر؟

نعم هناك العديد من الأسباب الأخرى غير شائعة والتي تؤدى إلى حدوث آلام الظهر منها ما يلي:

  • آلام ناجمة عن الإصابة بحصوات الكلي.
  • الم الظهر بعد عملية الزائدة.
  • بطانة الرحم المهاجرة.
  • الألم العضلي التليفي: في هذه الحالة يعاني المريض من ألم شديد ومزمن في العظام والعضلات، المصحوبة بالتعب والإرهاق.
  • الأورام التي تؤثر على النخاع الشوكي وعظام الظهر والأعصاب.
  • هل تتسبب كورونا في آلام الظهر؟ تشمل الإصابة بفيروس كورونا العديد من الأعراض منها آلام الجسم عامة والظهر خاصة.

ما هي العوامل التي تزيد فرص حدوث الم الظهر؟

هناك عدد من العوامل إذا كان لديك أحدها، تكون عرضة للإصابة بآلام  الظهر عامة أو اسفل الظهر خاصة، ومنها ما يلي:

  • العمر:تبدأ ظهور آلام الظهر في الأعمار ما بين ال30-50 من العمر، ويزداد احتمال حدوثه كلما تقدم السن.
  • عدم ممارسة الرياضة: إن عدم الحركة أو ممارسة الرياضة يؤدي إلى ضعف عضلات الظهر، ويزيد من فرص حدوث الألم، فالعضلات الضعيفة لا تستطيع المساعدة في دعم العمود الفقري والظهر.
  • زيادة الوزن.
  • عوامل وراثية مثل: حالات التهاب الفقرات التيبسي.
  • عوامل مهنية ووظيفية: كما في الوظائف التي تحتاج إلى حمل أشياء ثقيلة أو دفعها والتي غالبًا ما تؤثر علي الرقبة أو الكتفين، وخاصة التي يحدث فيها التفاف للعمود الفقري. أو العمل بوظائف تجعل وضعية الجسم والظهر غير سليمة مثل الجلوس لفترات طويلة بطريقة غير صحية.
  • مريض القلق والاكتئاب يزداد لديه الشعور بالألم وحدته. 
  • التدخين يعد من العادات السيئة التي تحد من وصول الدم والأكسجين إلى الفقرات، مما يُسرع عمليات التآكل بها.
  • الحقيبة المدرسية الثقيلة المحمولة على الظهر تؤدي إلى الشد العضلي وآلام مؤثرة علي ظهر الأطفال.

الم الظهر للحامل

يعد الم الظهر أكثر شيوعًا بين النساء أثناء فترة الحمل، فتظهر أعراض الألم على جانب واحد أسفل الظهر أو الجانبين ويمكن أن تمتد إلى الفخذين والساقين، وسبب ذلك:

أيضًا زيادة وزن الجنين أثناء الحمل وخصوصا في الأسابيع الأخيرة من الحمل تضغط على الفقرات، بالإضافة إلى أن هذا الضغط يزداد على الأعصاب والأوعية الدموية في كلٍ من الظهر والحوض مسببًا أوجاع وآلام شديدة تعاني منها الام الحامل.

تغير مركز الجاذبية نتيجة زيادة الوزن، ومن ثَمّ طريقة الوقوف والحركة مما يؤدي إلى الشد العضلي و ألم أسفل منطقة الظهر.

يفرز الجسم أثناء الحمل هرمون الريلاكسين، الذي يُرخي العضلات والأربطة muscles and ligaments استعدادًا لعملية الولادة. هذا الهرمون يؤثر على العضلات والأربطة، مما يزيد الشعور بالألم.

الإجهاد: يعتبر الإجهاد النفسي أثناء الحمل سببا في زيادة شد عضلات الظهر، مؤديًا إلى زيادة الشعور بالألم.

معالجة الم الظهر

علاج الم الظهر الحاد

هذا النوع  يتحسن وحده ولكن يمكننا استخدام بعض الطرق التي تساعد في سرعة التخلص منه، وتشمل:

  • الأدوية الطبية المستخدمة للتخلص من الألم أو الالتهابات:
    • المسكنات مثل: الأسيتامينوفين أو الأسبرين.
    • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: الإيبوبروفين والنابروكسين.
    • باسط العضلات: يستخدم لعلاج الشد العضلي ولفترة قصيرة.
    • مزيلات الألم الموضعية مثل: الكريمات أو المراهم أو الجل أو لصقات الظهر أو البخاخات.
  • الكمادات الدافئة أو الباردة.
  • تمارين التمدد الخفيفة.

علاج الم الظهر الشديد أو المزمن

يُعالج الم الظهر الشديد أو المزمن، عن طريق خطة متدرجة، تبدأ من المرحلة البسيطة وقليلة التكلفة، ثم تزداد تدريجيا وقد تُشفى آلام الظهر بعلاج السبب الرئيسي في حدوثه إذا تم تشخيص السبب بشكل صحيح.

المرحلة الأولى

الأدوية الطبية: قد يُستخدم نوع واحد فقط أو أكثر، لتقليل الجرعات، وتقليل حدوث الآثار الجانبية، ومنها:

  • المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • الأدوية المورفينية: تصرف فقط بوصفة طبية وتحت إشراف الأطباء.
  • مضادات التشنج أو الاختلاج: يفيد هذا النوع من الأدوية في آلام الظهر الشديد الناتج عن التهاب عرق النسا، ويستخدم تحت إشراف الطبيب.
  • مضادات الإكتئاب مثل: مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقات، أو السيروتونين، أو مثبطات امتصاص النورإيبينفرين.

علاجات أخرى، وتشمل:

  • استعمال الكمادات الباردة أو الدافئة.
  • العودة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي فذلك يساعد في تخفيف الألم.
  • ممارسة الرياضة وخاصة تمارين تقوية عضلات الظهر، ويجب الرجوع إلى المختص في ذلك، كي يحدد لك قائمة التمرينات الخاصة بحالتك.

المرحلة الثانية

تستخدم فيها التقنيات المكملة والمساعدة مثل:

  • الوخز بالإبر في مناطق محددة، يساعد الجسم على إفراز المسكنات الطبيعية مثل: الاندورفين والسيروتونين.
  • التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS): لمنع أو تقليل إدراك الجسم  بالألم.
  • برامج العلاج الطبيعي: لتقوية عضلات الظهر، وإعادة مرونتها، وحركتها، وكذلك تقويم فقرات الظهر إلى وضعها الطبيعي.

الم الظهر 003

المرحلة الثالثة

هنا لابد من التدخل الجراحي تبعًا للحالة الصحية، وتوصية الطبيب بذلك، كما في بعض الحالات مثل:

  • رأب العمود الفقري (Vertebroplasty).
  • اسِتْئصالُ الصَّفيحَةِ الفِقْرِيَّة (Spinal laminectomy).
  • اسْتِئْصالُ القُرْص بَيْنَ الفقرات (Discectomy and microdiscectomy).
  • الدمج العنقي الخلفي (Spinal fusion).

وقد يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى برامج التأهيل التي تساعد المريض على تحمل الألم المزمن وتقليل استخدام المورفينات.

 عزيزي القارئ يمكنك تجنب الم الظهر قبل حدوثه باتباع ارشادات الوقاية والطرق الصحية سواء في جلوسك، وحركاتك، والتخفيف من الوزن الزائد، وممارسة الرياضة.

بقلم د. سامح زيدان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!