دليل الأدوية الطبية

المسكنات أنواعها وأضرارها

تعد المسكنات من أكثر العقاقير مبيعًا في الصيدليات، حيث يمكن للمريض الحصول عليها أو على أصناف مسكن معينة دون الرجوع إلى الطبيب، بل إن بعض الناس قد تصف لزملائهم أو أقربائهم الدواء المسكن بناءً على تجاربهم الشخصية. قد يبدو هذا عاديا للبعض ولكنه خطر شديد خبراء كُثر يحذرون من الإفراط فيه، لأنه يسبب آثار جانبية كثيرة على المدى البعيد.

ما هي المسكنات ؟

المسكنات هي مجموعة من الأدوية تستخدم في تخفيف الألم أو القضاء عليه، تُعرف أيضًا باسم مهدئات الألم. تعمل المسكنات بعدة طرق إما:

  • حسب إدراك الألم

  1. إعاقة توصيل الأعصاب للإحساس بالألم.
  2. تغيير الإدراك الحسي له.
  3. التأثير على وعي المريض، وتستخدم طرق العمل هذه للتفريق بين المسكنات وأدوية التخدير.
  • حسب طريقة عملها بالجسم

    1. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
    2. المسكنات المخدرة ( الأفيونية ).

أو تبعًا لدرجة قوتها في تسكين وتخفيف الألم، وهذه تنقسم إلى مسكنات خفيفة إلى متوسطة القوة، مثل: الأسيتامينوفين، أو متوسطة إلى قوية، مثل: الكودايين أو الترامادول، أو متوسطة إلى شديدة القوة مثل: الأوكسيكودون أو المورفين.

المسكنات 002

فيم تُستخدم المسكنات؟

 تُستخدم للقضاء على أو لتخفيف الألم الناتج عن المشاكل الصحية المختلفة ، مثل:

  • السرطان.
  • الصداع بأنواعه.
  • وجع الدورة أو ما قبلها.
  • التصلب اللويحي.
  • التهاب الأعصاب.
  • التهابات المفاصل.
  • ألم الأسنان.
  • ألم ما بعد العمليات الجراحية.
  • الم الظهر والشد العضلي وتمزق الأربطة.

ما هي أنواع المسكنات؟

توجد لها تقسيمات كثيرة، ذكرنا بعضها سابقًا، لكن هنا سوف نُقسمها تبعًا لطريقة وصفها إلى:

  • اللاوصفية

تعرف المسكنات اللاوصفية أنها تباع بدون الحاجة إلى وصفة طبية، وعادةً ما تستخدم لتسكين الألم في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، ومن أمثلة ذلك:

الباراسيتامول (أسيتامينوفين)


من أهم أنواع المسكنات وأكثرها شيوعًا وشعبية ، ذلك لقلة آثاره الجانبية إن وُجدت، ويستخدم فى خفض الحرارة والتخلص من الألم الناتج عن تناول لقاح فيروس كورونا المستجد، كما أنه نوع آمن في حالات السيدات الحوامل يعمل بالتأثير على جزء معين في المخ، لتقليل وصول رسائل الألم إليه.

أدوية الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS)


مثل الإيبوبروفين والنابروكسين والأسبرين والكريمات الموضعية المحتوية على الديكلوفيناك. تعمل هذه الأنواع على تقليل إفراز الجسم لمادة البروستاجلاندين المسؤولة عن الشعور بالألم.

يُعد الإيبوبروفين والنابروكسين من المسكنات للدورة الشهرية، يصفها الأطباء، في علاج ألم الدورة أو ما قبلها. لكن إذا كان تأثيرها على الدورة ضعيفًا أو غير فعال، يلجأ الأطباء حينها إلى استخدام حبوب منع الحمل أو وسائل ثانية.

تُستخدم المسكنات اللاوصفية في تخفيف الألم وخفض الحرارة، كذلك أدوية الالتهاب اللاستيرويدية، التي لها قدرة إضافية على تقليل الالتهابات (Anti inflammatory) والتورمات.

  • الوصفية

تُصرف هذه الأنواع من مسكنات الآلام  بموجب وصفة طبية معتمدة من الطبيب، وتشمل عدة مجموعات منها:

الكورتيزونات (Corticosteroids)

لتناول الكورتيزونات أثر فعال  لإزالة الألم، وتخفيف التورمات، والالتهابات كما تعد الأسرع في ذلك، ولها أشكال صيدلانية عدة تجد منها هيئة أقراص، أو أمبولات تُحقن إما في الوريد، أو العضل، أو في مفصل المريض مباشرةً. مثل: البريدنيزولون والبريدنيزون.

المسكنات المخدرة (Opioid analgesics)

المسكنات الأفيونية Opioids عبارة عن أدوية تحتوي على مواد مخدرة طبيعية أو صناعية، يتم استخدام المسكنات الأفيونية تحت إشراف طبيب لتعالج الألم الحاد أو ما يعانيه المريض بعد العمليات الجراحية لما لها من مخاطر وأعراض جانبية شائعة أهمها إدمان المريض نتيجة الاستعمال الطويل أو تعاطي الكثيرون من المرضى لها بشكل خاطئ. وهناك أنواع عدة منها:

  • المورفين.
  • الهيدروكودون.
  • الكودايين Codeine.
  • الفنتانيل.
  • الأوكسيكودون.
  • البيثيدين.

هذا النوع ممتاز جدًا لإزالة وتخفيف الألم الشديد، ولا يُسبب نزيفًا بالمعدة، أو أي مكان آخر بالجسم، لكن يُفضل استخدامه لمدة قصيرة وبناءا على وصف الطبيب وتحت إشرافه حتى لا يُدمنه المريض.

أدوية الاكتئاب (Antidepressant)

تُستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب في معالجة الاضطرابات النفسية، وكذلك في معالجة نوعيات مختلفة للألم، كالصداع النصفي والألم الناتج عن التهاب الأعصاب.

فهي تعمل على ضبط مستويات الناقلات العصبية بالمخ، مما يُزيد من الإحساس بالراحة والاسترخاء، ومن ثم وسيلة هامة لتقليل الإحساس بالألم، ومنها:

  • مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs)، مثل: الفلوكستين والباروكسيتين.
  • أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)، مثل: الإيميبرامين والأميتريبتالين.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs)، مثل: الفينلافكسين والدولوكستين.

هذه الأدوية تحتاج إلى فترة من الوقت حتى تبدأ في إحداث الأثر العلاجي.

علاج التشنج (الاختلاج) (Anticonvulsants)

يُستخدم هذا النوع من الأدوية في معالجة نوبات الصرع، وقد أثبت فاعليته كأحد الأدوية لعلاج الألم، لكن طريقة عمله فُسرت بقدرته على تقليل تأثر الأعصاب بالمثير لها.

من أمثلة ذلك: الكاربامازبين والبيرجابلين والجابابنتين (هذه مركبات كيميائية  تساعد في حالات معينة من ألم الأعصاب فقط). وتعد من أكثر مسكنات الألم المُساء استخدامها.

ما هي اضرار المسكنات؟

يعد تناول المسكنات آمن بشكل عام، شريطة أن يكون تناولها فترات قصيرة، ووفقا لإرشادات الطبيب، أو كما هو موضح بالنشرة الداخلية المصاحبة لكل دواء. ومن المسكنات الأكثر أمانا عن غيرها فئة الإيبوبروفين والباراسيتامول (البنادول) والأسبرين . ولكن من أضرار المسكنات:

الباراسيتامول (Paracetamol) (اسيتامينوفين)


الاستخدام المفرط له أو تناول تناول جرعات كبيرة منه يسبب تلف الكبد.

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NASIDs)

هذه الأدوية ذو قوة عالية في تسكين الآلام  لكنه كثير المخاطر لآثاره الجانبية المتعددة، والتي منها ما يلي:

  • تهيج المعدة.
  • الحموضة.
  • الغازات.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • قرحة المعدة أو نزيف بالجهاز الهضمي.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السكتة الدماغية.
  • حدوث نوبة قلبية.
  • زيادة احتمال الإصابة بالفشل الكلوي الحاد.
  • تورم الشفاه أو اللسان أو العينين.
  • ضيق التنفس.
  • صعوبة البلع.
  • طفح جلدي.

الكورتيزونات (Corticosteroids) 

تناول الكورتيزونات لفترة طويلة يسبب الكثير من المضاعفات وتسبب أمراض أخرى، منها الآتي:

  • زيادة الوزن واحتباس الأملاح والسوائل بالجسم.
  • قرحة المعدة.
  • اضطرابات النوم.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • ترقق العظام والجلد.
  • ارتفاع مستويات السكر بالدم.
  • تغير المزاج أو الاكتئاب.

لكي تقلل الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية ، يفضل استعمال أقل جرعات ممكنة لأقل مدة ممكنة.

المسكنات الأفيونية (المخدرة) (Opioid analgesics)

تناول هذا النوع من المسكنات يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب لكثرة الآثار الجانبية المحتملة لها مثل:

  • النعاس.
  • الغثيان.
  • الإمساك.
  • الحكة.
  • مشاكل في التنفس.
  • الإدمان.

أدوية الاكتئاب (Antidepressants)

تعتبر الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب أقل خطورة من تلك المصاحبة للمسكنات المخدرة، منها:

  • قلة وضوح الرؤية.
  • الإمساك.
  • صعوبة في التبول.
  • جفاف الفم.
  • التعب.
  • الغثيان.
  • الصداع.
  • زيادة الوزن.
  • تقليل الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب.
  • عدم انتظام ضربات القلب.

علاج الاختلاج (التشنج) (Anticonvulsants)

  • النعاس.
  • الدوار.
  • الإجهاد.
  • الغثيان.

انواع المسكنات للسرطان

بعد أن تحدثنا بالتفصيل عن المسكنات، يمكننا التعريج في عجالة على انواع المسكنات للسرطان، هي لا تختلف كثيرًا عما سبق ذكره، لكن يقسمها أطباء الأورام إلى أربعة أنواع كالتالي:

المسكنات الأفيونية (المخدرة)

هي ادوية مسكنة ذات فاعلية قوية للألم و للالتهابات تم ذكرها سابقًا في الفقرة الثانية من المسكنات الوصفية (أي من الأدوية التي تحتاج إلى وصفة كي يستطيع المريض صرفها من الصيدلية)، لكننا سنزيد عليها بعض النقاط الخاصة:

  • يستخدمها معظم مصابو السرطان إما في صورة أدوية سريعة المفعول لعلاج الألم الحاد، أو ممتدة المفعول لعلاج الألم المزمن لدى مرضى السرطان.
  • يراعى تناولها تحت إشراف الطبيب المعالج، لمعرفته بالأدوية الأخرى التي تتناولها، بذلك تتجنب حدوث تداخل دوائي يضر المريض.

المسكنات 003

المسكنات غير المخدرة

تشمل الأسيتامينوفين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لكن يُراعى تجنبها (مضادات الالتهاب غير الستيرويدية) إن كان مريض السرطان:

  • يعالج كيميائيًا.
  • أو يتناول الكورتيزونات.

(يحدث ضعف مناعة لدى المريض الذي يعالج كيميائيًا أو يتناول الكورتيزونات، مما يؤدي لازدياد احتمالية إصابته بالعدوى، من ثم ارتفاع درجة حرارته، هنا استخدام المسكنات يخفي ارتفاع درجة الحرارة مؤديًا إلى التشخيص الخاطئ).  

  • أو يتناول أدوية ثانية للسرطان قد تسبب النزيف أو يؤثر تناولها مع المسكنات على الوضع الصحي .
  1. العلاجات الطبية الأخرى لآلام السرطان
  • التدخل الجراحي: يقطع الطبيب العصب المسؤول عن نقل الإحساس بالألم بالقرب من الحبل الشوكي.
  • إحصار (تخدير) العصب: يحقن الطبيب المخدر الموضعي مع الكورتيزون حول العصب، لكن هذا الحقن قد يسبب شللًا مؤقتًا أو فقدانًا للإحساس في العضلات القريبة من موضع الحقن.
  • التسكين النخاعي: يحقن الطبيب المسكنات (غالبا ما يكون المورفين) في السائل المحيط بالحبل الشوكي.

هناك العديد من العلاجات الطبية الأخرى قد نذكرها في مقال آخر بالتفصيل.

العلاجات غير الطبية لآلام السرطان

تستخدم بعض العلاجات غير الطبية لتخفيف آلام السرطان إلى جانب أدوية الألم. يسمى هذا أحيانًا العلاج التكميلي أو التكاملي، والذي يساعد استخدامه في تقليل جرعة المسكنات ، لكن من المهم التحدث مع طبيبك وفريق رعاية مريضي السرطان لمعرفة ما إذا كانت أحد هذه الخيارات مناسب لك، ومنها:

  • الوخز بالإبر.
  • الارتجاع الحيوي.
  • الدعم العاطفي والإرشاد.
  • التنويم المغناطيسي.
  • الاسترخاء.

هنا نصل عزيزي القارئ إلى ختام هذا المقال، أنصحك بعدم تناول المسكنات، إلا بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي، لما لها من آثار جانبية أو تداخلات دوائية قد تؤثر بشكل قوي على صحتك.

بقلم: د. سامح زيدان.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!