في المواقف الصعبة يكون الرهاب الاجتماعي أمر طبيعي ولكن في أبسط الحالات، فإن تكرار هذا الشعور قد يشير إلى الإصابة بمرض الرهاب الاجتماعي والذي سنتعرف عليه أكثر في هذه المقالة عبر طب ودواء. دعنا نتعرف على أهم المعلومات والتفاصيل حوله (Social anxiety disorder).
ما هو الرهاب الاجتماعي
هل تتساءل ما هو الرهاب الاجتماعي؟ الرهاب الاجتماعى هو اضطراب مزمن يتميز بالخوف المفرط وغير المبرر من الإحراج والإذلال في المواقف الاجتماعية، مما يؤدي إلى إجهاد شديد وعدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية. يبدأ الرهاب الاجتماعي عادة في الطفولة أو المراهقة، وإذا ترك دون علاج فإنه يؤدي إلى الانطواء ومشاكل نفسية مختلفة.
تابع المزيد: أفضل 4 طرق لعلاج الفصام بجميع أنواعه
اسباب الرهاب الاجتماعي
هناك أسباب عديدة لحدوثه، وقد تكون اسباب الرهاب الاجتماعي بيولوجية أو نفسية، وفيما يلي بعض الأسباب المحتملة:
علم الوراثة: إذا كان لدى الأشخاص تاريخ عائلي من الرهاب الاجتماعي الوراثي، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان السبب الوراثي هو المسؤول الوحيد عن الحالة أم أنه استجابة مكتسبة.
بنية الدماغ: هناك جزء من الدماغ يسمى لوزة المخيخ (Tonsil cerebellum) وهي مسؤولة عن تنظيم الشعور بالخوف في دماغ الإنسان.
كما يمكن أن يكون الرهاب الاجتماعي ناتجًا عن أحد الأسباب التالية، أو من أكثر من سبب في نفس الوقت:
ارتفاع مستويات النواقل العصبية في الدماغ، مثل:
السيروتونين (Serotonin).
الجلوتامات (Glutamate).
فرط نشاط العديد من الدوائر العصبية في الدماغ.
العوامل البيئية: من الممكن أن تكون حالة الرهاب الاجتماعي ناتجة عن التعرض لموقف سيئ أو سبب للخزي الشديد وهناك علاقة وثيقة بينه ومعاملة الوالدين بالسيطرة الكاملة أو الحماية الزائدة، وخوف الوالدين على أطفالهم فكل هذا من الممكن أن يسببه الرهاب الاجتماعي عند الأطفال.
ومن أمثلة ذلك:
كثرة عصبية وانزعاج الوالدين وأسلوبهم المتطرف في النقد المفرط أو حماية سلوك الطفل.
يمكن أن تؤدي إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم إلى تفاقم اعراض الرهاب الاجتماعى وتعطيل الأعمال.
اعراض الرهاب الاجتماعي
يتميز هذا المرض بالعديد من الاعراض مثل الشعور بالخجل أو عدم الراحة. فبعض الناس خجولين بطبيعتهم، والبعض الآخر اجتماعي أكثر.
وعلى عكس التوتر العصبي الذي يمكن أن يحدث بشكل يومي فإن الرهاب يشمل الخوف والقلق والتجنب الذي يتعارض مع الروتين اليومي أو عملك أو مدرستك أو أنشطتك الأخرى. يظهر الرهاب الاجتماعي عادةً لدى المراهقين الأصغر أو الأكبر سنًا، على الرغم من أنه قد يظهر أحيانًا عند الأطفال الأصغر سنًا أو البالغين.
يمكن أن تتضمن علامات الرهاب والقلق الاجتماعي وأعراضه الشعور المستمر بما يلي:
- الخوف من المواقف التي يمكن الحكم عليك فيها.
- أيضا الخوف من الإحراج أو الإذلال.
- الخوف المفرط من التفاعل مع الغرباء أو التحدث إليهم.
- أيضا الخوف من أن يلاحظ الآخرون قلقك.
- الخوف من الأعراض الجسدية التي قد تحرجك مثل الاحمرار أو التعرق أو الارتعاش أو الصوت العالي.
- تجنب فعل الأشياء أو التحدث مع الناس خوفًا من الإحراج.
- أيضا تجنب المواقف التي قد تكون فيها مركز الاهتمام.
- الخوف تحسبًا لأي حدث مخيف.
- أن تكون في موقف اجتماعي يشوبه خوف أو قلق شديد.
- توقع أسوأ العواقب المحتملة لتجربة اجتماعية سلبية.
علاج الرهاب الاجتماعي
عندما يشخص الطبيب الرهاب فإن العلاج يكون كالتالي:
العلاج النفسي
يساعد العلاج النفسي في علاج الرهاب الاجتماعي والخوف لدى معظم مرضى الرهاب حيث يتعلمون الوسائل والمهارات لتغيير عقليتهم والتغلب على المواقف المؤلمة، والعلاج النفسي فعال للغاية إذا تم بجلسات منتظمة.
تناول الأدوية
تعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) من بين أهم أنواع الأدوية المستخدمة بشكل أساسي لعلاج الرهاب الاجتماعي والأدوية الأخرى لتخفيف أعراض القلق والاكتئاب.
تغيير نمط الحياة
تحتاج بعض العادات السيئة إلى تغيير جذري، لذلك يجب على المريض المصاب باضطراب الرهاب القيام بما يلي:
- تجنب الخجل قدر الإمكان وطلب المساعدة مبكرًا قبل أن تتفاقم الحالة حتى يتمكن من التغلب عليها بشكل أفضل.
- استخدام المدونة لتسجيل الأحداث اليومية الخاصة بالمريض وما الذي يضغط عليه أكثر.
- رتب أولوياتك لتحديد ما هو الأكثر أهمية؛ إن قضاء الوقت والجهد في ذلك يساعد على تجنب الرهاب.
- قم بعمل تمارين سلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي، تمرن بانتظام وتعلم مهارات الاسترخاء.
- تجنب الكافيين والكحول واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا.
- تدرب من خلال المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مع الأشخاص الذين تشعر معهم بالراحة.
- تعمد إجراء اتصال بالعين مع الآخرين ومحاولة التحدث قدر الإمكان.
- ذكر نفسك دائمًا بعد المواقف المحرجة أن المشاعر التي تشعر بها مؤقتة وأنه يمكنك التغلب عليها وأن معظم الناس لا يلاحظون أو يهتمون بقدر ما تعتقد.
كيف اتخلص من الرهاب الاجتماعي
إذا كنت تسأل كيف اتخلص من الرهاب الاجتماعي، فسوف تجد الإجابة هنا. من الصعب جدًا أن تتنبأ بوقت
حدوث نوبة الرهاب الاجتماعي ولكن من الممكن أن تقوم بتقليلها عندما تبدأ بعمل التالي:
- أطلب المساعدة والعلاج: الرهاب والقلق مثل العديد من الحالات العقلية التي تزداد سوءًا عند إهمال المشكلة فترة طويلة لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا ليتم العلاج.
- تحديد أولويات حياتك: يمكنك تقليل الرهاب وتوفير الوقت والجهد من خلال تنظيم عملك وخلق الوقت لفعل شيء تحبه وتستمتع به.
- الابتعاد عن الممنوعات: تجنب تعاطي أي عقاقير أو كحول أو كافيين أو نيكوتين فهذه المواد تزيد من الرهاب، ويوصى باستشارة طبيبك إذا كنت بحاجة إلى الإقلاع عن أي من هذه المواد حيث أن الإقلاع المفاجئ أيضًا يسبب القلق وقد تشعر بأعراض أقل سوءًا إذا كان بمساعدة الطبيب.
اختبار الرهاب الاجتماعي
هناك اختبارات تُجرى لجميع الأمراض العقلية بما في ذلك الرهاب الاجتماعى، والتي تُستخدم لتحديد حالة المريض، وفحص جسده لمعرفة هل توجد أسباب عضوية أم لا؟ وللتقييم والاختبار يجب أن تكون البيئة التي يوجد فيها الشخص مريحة حتى يتمكن من وصف حالته بالتفصيل.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد اختبار محدد لمرض الرهاب الاجتماعي بل يعطي الأطباء عدة نماذج أسئلة ليتمكنوا عن طريقها من تحديد نوع الحالة وشدتها ويتم استخدام معايير هذا الاختبار الموجود في كتيب الاضطرابات العقلية DSM-5 في التشخيص والإحصاء والذي يتضمن:
وصف حالة المريض.
أهم الأعراض التي يعاني منها.
وبه العديد من الإحصائيات التي توضح الجنس الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والعمر الذي يبدأ فيه المرض وتأثير العلاج على المريض وأهم العلاجات المتاحة.
اقرأ أيضا: تساقط الشعر الأسباب والعلاج
في بداية التشخيص سيبحث الطبيب عن الأعراض الرئيسية للتحقق من أن المريض يعاني من الرهاب الاجتماعي أو مرض عقلي آخر لذلك سيطرح الطبيب عدة أسئلة على عدة فترات. فيما يلي أهم الأسئلة حول اختبار الرهاب الاجتماعي:
هل شعرت يومًا بالقلق حيال موقف تعتقد أنه سيتم الحكم عليك فيه؟
وهل لديك أفكار سيئة مستمرة؟
هل كنت قلقًا من أن يسيء إليك أحد؟
وهل شعرت بالخوف عند التحدث إلى شخص غريب؟
هل شعرت يومًا أن شخصًا ما قد يلاحظ أنك تشعر بعدم الارتياح؟
